أشار رئيس جامعة الروح القدس الكسليك الأب جورج حبيقة الى أنه "اليوم ولد لكم في مدينة داوود مخلص هو المسيح الرب، وفي هذا التاريخ يستوقفنا مشهدان على تناقض فيما بينهما، الأول مشهد اهتمام إمبراطور روما بشؤون الناس، والثاني مشهد اهتمام الله بالإنسان".
وفي عظته في قداس منتصف الليل في جامعة الروح القدس الكسليك بمناسبة عيد الميلاد، أوضح الأب حبيقة أن "الحكام لا يدعون وسيلة الا ويوظفونها ليظهروا للناس أنهم بخدمتهم، ويوهمون الشعب أنهم يأرقون سهرا على خير الوطن"، لافتاً الى أن "المواطن يستبسل في الوقوف في الصف حتى انهيار قواه ليسجل اسمه أو أسماء عائلته ليشعر انه بات مسجلا في ذهن الوالي وسياسته الاجتماعية".
وسأل: "كم من احلام لشعوب تحطمت بعد ان رأوا ان هم الوالي كان محصورا في الدائرة الضيقة لمصالحه غير آبه بمصائر الناس ، ويسود عليهم ويذلهم ويطلب منهم شكره".
وأشار الى أنه "في المشهد الثاني نرى ابن الله وكلمته الأزلية ويملأ ذاته من بشريتنا التعسة ويهجر أبديته ويدخل في الزمن خاضعا في شريعة النمو، يولد في معلف حتى لا يزايد أحد عليه في البؤس"، مؤكداً أن "ان احترام الله لمغامرات الانسان الفاشلة لن تمنعه من السعي لإعادته الى أصل وجوده"، مشيراً الى أنه "لم يكره الله الانسان على اي شيء ولم يسخره لشيء انه أبدا كموقف الاب تجاه ابنه طافحا بالحب والحنان".
وأوضح الأب حبيقة ان "هذه حضارة المسيح التي تتناقض مع حكمة بشريتنا المعطوبة"، سائلاً "أين إحصائيات القيصر، اين هم جميعهم من مخطط الله الخلاصي والتصاق يسوع المسيح بكل انسان حاملا افراحنا الناقصة وأوجاعنا الكاملة في كيانه لعيد صياغة بشريتنا؟".
ولفت الى أن "التكامل بين المجوس والرعاة يستحق التوقف عنده، المجوس يطاردون الكواكب والرعاة يغرسون نظرهم في الارض، المجوس والرعاة معا في مشهد واحد، أي ان الكون كله من عليائه إلى أرضه يستعد لإستقبال يسوع المخلص".
ومن جهة أخرى، دعا الأب حبيقة الى أن "نرحل في خيالنا من هذا الشرق الممزق والتائه، من لبنان وسوريا والعراق، الى بيت لحم لنسجد أمام الله، تعالوا نرنم مع جند السماء مسبحين الله الواحد، ويطيب لي ان اتمنى لكم جميدا ميلادا مجيدا".